في الكثير من الأحيان أجد نفسي في نقاش حاد بيني و بين نفسي. من المواضيع الشائكة التي يطول فيها
النقاش و الجدال هو موضوع الكرامة ودورها في صيانة الفرد من الانزلاق في المتاهات ،
لأن بصيانة الفرد يصون المجتمع...
ببساطة الكرامة وعزة النفس هما من يمنعان الفرد من خيانة
الأمانة بمفهومها الشامل كخيانة الأوطان وإلحاق الأذى بالآخرين، معنويا و ماديا،
في كل الميادين من المعاملة الفردية إلى الإتقان وعدم الغش و آكل أموال الناس
بالباطل تجاريا أو طبيا ، الخ... ، كما هو شائع الآن...
قلت ، نقاش حاد حول سؤال جوهري يحتاج إلى تحليل و تخمين
حول المستقبل وكيف يكون الحال إذا وقعت فعلا أزمة من العيار الثقيل بتركيبة الفرد
الفاقد للكرامة و آخر اهتماماته كرامته...
وبما أن المستقبل يدخل في عالم الغيب لا يعلم تفاصيله
سوى الله ، عز وجل . قد يكون خيرا أو قد يكون أزمات، وهي أيام متداولة بين الأمم حتى
يوم الدين...
النتيجة التي أتوصل إليها دائما بعد كل نقاش من هذا النوع مع نفسي ، هي (أي
النتيجة) ، أن المتضرر الوحيد من هكذا أزمات (لا قدر الله) ، هم أصحاب الكرامة...
لأن الفاقدون
لها ، يستطيعون بفطرتهم المنحطة التأقلم مع الوضع و يستفيدون منه. لأنهم يستطيعون
السباحة في أي مياه مهما كانت وسخة وقذرة ...
فمثلا ، أثناء الحروب الخونة الذين يخنون أوطانهم و
يتعاملون مع المحتل الذي يهتك العرض و الأرض، هؤلاء يستفيدون من أزمة حلت بوطنهم
لأنهم ببساطة فاقدون للكرامة ذلك الحاجز المعنوي الذي بفكرهم وينبهم دائما بأن
كرامة الوطن من كرامة الفرد...
وإذا أخذنا قاعدة "المستقبل باين من عنوانُ" ،
على مثال موضوع الرسالة يستطيع المرسل إليه تبين موضوعها من خلال عنوانها ، إن
كانت تحمل خيرا أو شرا...
كذلك المستقبل يُمكن قراءته من الآن من خلال تركيبة
الفرد الذي يُقاسمك الوجود. هذا الفرد الذي يتلذذ في اهانة نفسه بالوقوف في طوابير
طويلة و عريضة من اجل الحصول على مادة هي متوفرة في كل المحلات ...
أو الفرد الذي يقف في طابور من الصباح إلى المساء و
يتشاجر من اجل شراء سيارة بثمن خيالي لو كان يملك كرامة لأتته السيارة و صاحبها
زحفا حتى بيته...
بالمختصر المفيد ، لا يُمكن التنبؤ بالمستقبل بدون قياس مستوى
الكرامة عند الفرد ، تماما كقياس الطبي عند الإنسان لمعرفة مستوى الضرر الذي
يُعاني منه ، إن كان الضرر حميدا يُمكن
الشفاء منه أو أنثوي يقضي عليه أجلا أو عاجلا...
وبما أن الخلايا الخبيثة هي دائما بخبثها من تقضي على
الخلايا السليمة ، كذلك الفاقدون للكرامة هم دائما المستفيدون من وقوع الأزمات على
حساب أصحاب الكرامة...
بلقسام
حمدان العربي الإدريسي
07.11.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق