Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

22 سبتمبر 2016

يد الأعرابي الملتهبة...

كثير من العائلات المسلمة أصيبت بخيبة أمل مروعة بعد نحر أضحيتهم في العيد الأضحى الأخير. لقد تم رميها في المزابل ،  لأن بعد نحرها مباشرة ظهر عليها (الأضحية) ، تعفن غريب بدون معرفة السبب...
وعلى المرء التخيل الحالة النفسية لهؤلاء الناس الذين أعلنوا حالة الطوارئ القصوى في ميزانياتهم  ولعدة أشهر من أجل أن يتمكنوا من شراء أضحية. هذا للذين لهم دخل شهري ثابت ، أما دون ذلك فحدث و لا حرج ...
أضحية لم تعد واجب ديني فقط و لكن مناسبة للكثير من الناس  يشبع فيها الفرد و عائلته من اللحوم الحمراء التي انتقلت إلى  مرتبة الأحجار الثمينة و أصبحت تُشترى بالغرامات بدل الكيلوغرامات...
قلت تعفن بدون أن يُعطى تفسير واضح ، رغم أن السبب واضح  لا يحتاج إلى توضيح . بدون أدنى شك وراء هذه المصيبة "يد أعرابي " ، أين ما امتدت هذه اليد الملتهبة حل الحزن و الخراب و الدمار...
يكون هذا الأعرابي توصل ، بعقليته الموجودة في بطنه و ما تحت حزامه (أكرمكم الله) ، أن عليه حقن هذه المواشي أو علفها بمواد أو ما شابه ذلك لتبدو للشاري في أحسن صورة ،  ويكون هذا من أكثر الاحتمالات يفسر هذا التعفن السريع ...
تماما ، كما توصل من قبل أن قلب "الديك الرومي" مشابه تماما لقلب الخروف  فأصبح يبيع قلوبها "الديوك الرومي" كأنها قلوب خرفان...
 هو نفسه من حول هذه الأنعام التي بارك الله فيها و التي لا تنضب رغم الطلب البشري عليها ، حولها إلى نار و لهيب وأصبح الكثير من عباد الله لا يتذوقونها حتى  في أحلامهم...
سوابق هذا "الأعرابي" معروفة ، في أي ميدان يضع عليه يده يلتهب . دخل ميدان الفلاحة جعلها جرداء  وللربح السريع وبدل أن يحفر الآبار للسقي المحاصيل الزراعية  استعمل المياه القذرة مصدرها الوديان الملوثة بكل النفايات المنزلية و الطبية و الصناعية ...
مياه من تلوثها روائحها تزكم الأنف من عدة مئات الأمتار و للأسف تلك الروائح لا تصل إلى أنف من يهمهم الأمر...
 مياه من قذارتها والمواد الكيمائية و  العضوية التي تحملها  تهلك و تقضي على ديمومة التربة و مكوناتها النباتية ومع مرور الزمن ومن كثرة تلك المياه التي تستقر في جوفها (الأرض) تصبح جرداء قاحلة و تلوث حتى المياه الجوفية مصدر بقاء الحياة النباتية و الإنسانية...
تماما ، الإنسان الذي يتناول هذه المواد المسقية بهذه المياه مصيره نفس مصير التربة ، ولا يُعرف كم نفس بشرية أهلكت أو هي تُعاني من أمراض سرطانية أو كم من رضيع أصابه التشوه وامتدت إليه  "يد الأعرابي الملتهبة" و هو ما زال داخل  بطن أمه ...
دخل ميدان التجارة فجعلها كلها غش و احتيال وادخل قواعد يعجز حتى الشيطان نفسه من فك ألغازها وطلاسمها ،  فطغى في الميزان وعث في حقوق الناس فسادا و طغيانا . أعرابي بكى  من سلوكياته الميزان في الأسواق ...
دخل ميدان الطب فحول لون مئزر الطبي الناصع البياض إلى سواد وسط بقع من دماء و دموع المرضى حتى أصبح الإنسان يُفضل الموت على أن يُعالجه "أعرابي"...
أعرابي دخل ميدان التربية والتعليم فجعل التربية في واد و التعليم في واد اخر يفصلهما حاجز من الظلام الدامس...
أعرابي تملك المال فأصبح يركب المركبات الفخمة رباعية الدفع و ما فوق  فحولها إلى الآلات للحصد الأرواح البشرية مقفلا بيوتا بأكملها ومحول بيوت أخرى إلى بيوت للمعاقين حركيا و اجتماعيا...   
أعرابي تبنى الإسلام بدون أن يؤمن به فجعل هذا الدين العظيم أضحوكة و مسخرة بين الأمم . في النهار متدين ورع كل "شيء حرام" و في الليل ينزع رداء الورع ويصبح عنده "كل شيء  حلال"...
أعرابي ، تألمت منه المساجد منبهرا بما أنتجته عقول الآخرين فحول بيوت الله إلى مراكز اتصالات اللاسلكية بهواتفه الخلوية لم تنفع معها لا تنبيهات  الشفوية و المكتوبة للائمة جفت ألسنتها وأقلامها من التنبيه بدون أن تؤثر على سلوكيات عقل أعرابي متحجر...   
هذه إلا عينات قد تكون بسيطة مقارنة بسجل الأعرابي الملتهب. و للمفارقة هذا الأعرابي يحج إلى بيت الله كل سنة تقريبا ليرجم الشيطان ...
 رغم من المفروض من هو واجب رجمه بقذارة أفعاله . أعرابي حول كل ما هو جميل في هذا الكون إلى نقم  و أحزان . ويده الملتهبة لم تترك للناس حتى اكتمال فرحة مناسبات  دينية عظيمة...
 فحول شهر رمضان المبارك  إلى شهر جمع الأموال لا جمع الفضائل وحول أيام  الصائمين إلى ضنك و أيام مسغبة بدل أيام عبادة و انشراح ولم يستثني أيام الأعياد  على وزن  عيد الأضحى المبارك وامتدت إليها "أيديه الملتهبة". ولا يُعرف إذا مازال ميدان اخر لم تمتد إليه هذه "اليد" ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.09.2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق