منذ أن خُلقت البشرية حتى تُقبض هي متنوعة أشكال و صفات. الأشكال هي لا دخل
الفرد فيها و ليس هو ، أي الفرد ، من يحدد شكله ...
لكن الصفات هي مكتسبة و يستطيع
الفرد تطويرها نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. هذه الصفات ، قد تجد الفرد ذكيا أو عكسه
، شجاع أو جبان ، مثقف أو جاهل ، متعلم أو أمي ، الخ...
لكن هناك ثلاثة أنواع من البشر وجودها في المجتمعات يُشكل خطرا ماحقا على التركيبة الاجتماعية والإنسانية . خاصة إذا تمكنوا في
الأرض ، وإذا رأيت فسادا أو منكرا منتشرا
في أي مجتمع كان أبحث على نوع واحد ، على
الأقل ، من هذه الأصناف...
الصنف الأول بدون منازع : "الديوث" ( أكرمكم الله) ، هذا الصنف
من البشر هو هالك للحرث و النسل و الكل يعرف رأي الله ، عز وجل ، فيه وهو أدرى بكامل تركيبته و الكل يعرف أيضا شبيه
هذا الصنف في الجانب الحيواني ، الذي حرم الله أكل حتى لحمه ( أكرمكم الله) ...
هذا الصنف الذي لا يغار حتى على عرضه كيف له أن يغار على عرض الآخرين وكيف
له أن يحافظ على أمانة أكلت له ، قد تكون
هذه الأمانة بشرية ، تربوية ، تسيرية ( من
التسيير) ،الخ...
و يسعى إلى خرابها بمنهجية و إصرار
و لا يرتاح له البال حتى يتركها ( الأمانة) جرداء كأنها مر بها زلزال مدمر ليس له
مقياس ...
قلت هذا اخطر أنواع البشرية فسادا في الأرض ، خصوصا إذا تمكن فيها (الأرض) ،
مالا أو جاها ، فأقرأ على ذلك المجتمع الموجود فيه هذا الصنف نظرة الوداع الأبدية
...
الصنف الثاني : ابن الزنا ( أو ابن الحرام كما هو مشاع) ، هذا الصنف في
الحقيقة مظلوم ، واقع عليه "ظلم
الظالمين" وهو موجود في وضعية ليس له فيها دخل...
لذلك هو يريد الانتقام من مجتمع ظلمه و ينظر إليه نظرة ازدراء واحتقار رغم
أنه ، كما ذكرت ، ليس ذنبه ، ويمكن تفهم حبه
للانتقام الموجود بداخله...
أما الصنف الثالث : الجاهل ، هذا
الصنف هو مكمل للأصناف السابقة وخطورة هذا الصنف يظن أن رأيه و فعله على صواب و
ماذا عسى أن يأتي خيرا من رأي أو فعل من عقل جاهل مقفل بمفاتيح أكلها الصدأ...
وإذا كان الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه ، فكيف لهذا الجاهل إن
يأتي منه صوابا ومنذ متى كان الظلام نورا يهتدي به الآخرين...
خلاصة القول ، الأضرار التي تأتي من واحد من هؤلاء الأصناف الثلاثة تكون
كارثية على المجتمعات، تماما كالأورام البشرية إن هي مست الأجسام ...
أما إذا كانت هذه الصفات الثلاثة
مجمعة و مختصرة في فرد واحد فذلك يعني المصيبة "مكعبة أس ثلاثة" و على علماء الرياضيات إيجاد قيمة المعادلة
ثلاثية المعالم ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
12.07.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق