Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

21 مارس 2016

الانفتاح بعقلية الانغلاق...

الدول التي كانت في أقصى الشرق و فجأة وجدت نفسها في أقصى الغرب . بمعنى ، التي كانت تطبق  في النظام الاشتراكي وكل شيء فيه مخطط و موجه. لتجد نفسها في النظام الرأسمالي و كل شيء فيه حر خاضع للمبادرة و المنافسة ...
تلك الدول جسمها أصبح موجودا  في الغرب لكن  عقليتها ما تزال في الشرق .لا هي تُطبق في الاشتراكية و لا هي تأقلمت مع النظام الرأسمالي. و خلقت نظاما ثالثا نظام رأسمالي بعقلية و أسلوب  اشتراكي احتكاري ...
 لأن قبل التحول من نظام إلى اخر لا بد من تغيير عقول الناس و على رأسهم من يتولون عملية التحول لان القاعدة الأساسية تقول من تربى على شيء مات عليه...
و لا يُمكن لشخص استغل في أبشع صوره النظام الاشتراكي ولم يلحس أصابعه فقط و إنما غمس كل أطرافه في براميل "العسل الاشتراكي" ...
لتجده هو نفسه اليوم المشرف على براميل "العسل الرأسمالي" و هو لا يفرق بين نوعية البراميل أهي ما زالت اشتراكية أم أصبحت رأسمالية ، لأن لا يهمه نوعية البراميل و إنما الذي  يهمه ما بداخل تلك البراميل...
ببساطة ،  الشخص الذي كان مشرفا على مساحات البيع المحتكرة لكل السلع من الغذائية إلى المنزلية،الخ... تلك المساحات التي كانت يقف أمام أبوابها الطوابير من الناس من صيحة الديك ما قبل الأولى إلى الليل الدامس للحصول على تلك المادة الغير الموجودة إلا في تلك الأماكن...
ولينال الواقف في تلك الطوابير على حاجته لا بد من كسب رضا ذلك المشرف و معاونيه ، هذا إذا حصل الشرف و تم الوصول إليهم...
نفس الشخص أو الأشخاص أصبحوا في النظام الجديد أي النظام الرأسمالي أو الحر ، كما يحلو للبعض تسميته، يشرفون على قطاعات خدماتية تهم مباشرة المواطن و أصبح هذا الأخير يقف أيضا في الطوابير ليس فقط  للقبض و إنما حتى للدفع...
وكنت ذكرت في وقت سابق ، كيف يوما مسؤول إحدى الوكالات التجارية وجودها مرهون بجيوب الزبائن  ، رفض بتعجرف استقبالي. لأنه الشخص المذكور ما يزال يفكر بعقلية الاقتصاد المحتكر...
 لو كان هناك بديلا لما رضيت أن أبقى يوما واحدا مع هذه الوكالة و أتوجه إلى  وكالة أخرى بديلة  يكون المشرف عليها يعرف معنى "الاقتصاد الحر" ، فيه  الزبون هو السيد بدرجة ملك. والمشرف المذكور لو كان يعرف أن هناك منافسة في الميدان لما تجرأ على رفض استقبالي و لاستقبلني بالأحضان لأنه يدرك أن مرتبه الشهري موجودا في جيبي و جيوب الزبائن الآخرين و يمكن تحويله إلى البطالة في أي لحظة تتوقف تلك الجيوب عن الدفع ...
و لا اعرف أين هو الفرق بين الأمس و اليوم. أي بين الاقتصاد الموجه و الاقتصاد الحر قاعدته المنافسة و البقاء للأقوى : عضليا ، أسلوبا و فكريا ...
و بالمختصر المفيد ، العيوب لا تكمن في نوعية الأنظمة ، كان اشتراكيا أم رأسماليا ، أو غير ذلك... لأن كل نظام له محاسنه و مساوئه ...
 و الإنسان وحده هو من يستطيع استغلال المحاسن و تحويل المساوئ إلى محاسن وهو نفسه من يستطيع عكس المحاسن إلى مساوئ...
 لذلك لا بد من الاهتمام بالعقول   أولا قبل الاهتمام بنوع الأنظمة.  وإذا أرادنا بجدية تطبيق    نظام اقتصادي  حر خاضعا للمنافسة  لا بد من أمرين : الأمر الأول أن ننسى تماما الاحتكار بشتى أشكاله...
 ثاني أمر الاهتمام بالعقول التي تدير مرحلة الانفتاح و تذكيرها باستمرار بأن مرتباتهم الشهرية مرتبطة بالنوعية و الكفاءة والحكم  هو الزبون  وهو مصدر مرتباتهم  لا بد الانحناء له ... 
 حتى و لو تطلب الأمر إرسال " تلك العقول" في   بعثات تكوينية إلى الصين و  اليابان و الدول المشابهة لها  لتعلم و  التعود على مرحلة الانفتاح و ومتطلباتها ...
 بالخصوص المشرفين  والمسئولين  على  القطاعات التجارية و الخدماتية  المحتكين مباشرة مع الزبون و كيفية الانحناء له (الزبون) بدون كلل أو ملل...   






بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.03.2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق