الدنيا تمثلت يوما
في هيئة امرأة بجمال براق وهي ترتدي أغلى و أحلى المجوهرات الثمينة قاصدة راعيا ،
كان يرعى أغناما على أطراف البادية . سألها ما خطبك يا امرأة وأنت هائمة على وجهك في هذا الوقت و هذا المكان
المهجور...
أجابته و علامات الحزن بادية على وجهها البراق
والدموع تنهل على خديها ، قائلة له أنها
امرأة وحيدة ليس لها لا بيت و لا عائلة وتبحث عن زوج يكون لها سندا يسترها في هذه الحياة الدنيا...
أجابها الراعي
ببراءة البدوي ، عليك البحث عن زوج يكون في مستواك . ردت عليه وما ينقصك لتكون أنت
زوجي . أجابها ، أنا لا أصلح أن أكون زوجك
، لأني ببساطة فقيرا مجرد راعي عند أحد الأثرياء ، لن أوفر لك
لا السعادة و لا سند التي
تبحثين عنهما ...
أجابته، بأن ذلك لا يهم و إنما المهم الرجولة و الشهامة وهي موجودة فيه (
في الراعي) . كلمات حركت في ذلك الراعي
مشاعر و غرائز الموجودة في كل إنسان ...
جمع في الحال كل قطيع الغنم عائدا مسرعا إلى صاحبها ( الأغنام) ، مخبرا إياه
بأنه من الآن فصاعدا لن يصبح راعي أغنامه . عندما سأله عن السبب، أجابه بأنه تزوج من تلك
المرأة التي كانت بجواره، فأنبهر ذلك الثري عندما شهد تلك المرأة ...
انفرد بها جانيا
سائلا إياها بتعجب كيف تقبل الزواج من ذلك الرجل وهو مجرد راعي عنده وهو الثري
صاحب ثروة لا تقدر بثمن و يوفر لها كل السعادة...
ردت عليه بأنها ليس لها أي مانع بأن يصبح هو
زوجها بدل الراعي. و عندما علم الراعي
بالأمر غضب و دخل في نزاع وخصومة مع الثري استلزم الأمر مثولهما أمام القاضي لفك النزاع...
امتثل الثلاثة
أمام القاضي ، الثري و الراعي و المرأة. وعندما رأى القاضي تلك المرأة فقد توازنه
منبهرا بجمالها . أخبر المتخاصمين بأن الجلسة أجلت ...
استدعى القاضي فيما بعد تلك
المرأة مستفسرا منها كيف تقبل الزواج من هذين الشخصين و تتركه هو كقاضي صاحب منصب و
جاه ، ردت عليه بأن هذه هي أمنيتها ، لكن
بشرط أن يطلق جميع "نسوانه" و يحلق لحيته ليظهر أصغر سنا ...
قبل القاضي كل تلك
الشروط ونفذها فورا . بذلك أرتفع عدد
المتخاصمين إلى ثلاثة من بينهم قاضيا . و أعطت
للجميع موعدا في نفس الوقت وفي نفس المكان
...
عندما حضر الجميع
في الموعد المحدد ، قالت لهم لفك هذه الخصومة فاني أقبل بالأقوى و من يبرهن لي عن
ذلك يكون هو زوجي على الفور ...
وهنا
دخل الثلاثة في نزاع جسدي عنيف انتهى بحمل واحد إلى المقبرة و الآخر للمشفى و
آخر إلى السجن و انسحبت هي المرأة لتبحث عن أزواج آخرين...(قلت قصة تراثية).
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
13.01.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق