"مجموعة أهم الأحداث" : الأحداث التي يعرفها العالم العربي المسماة بالربيع العربي هي في الحقيقية ، على الأقل حسب اعتقادي ، هي المرحلة الثانية من مخطط يحتوي على ثلاثة فصول رئيسية ...
اعتقاد يعززه ما هو حاصل في معظم البلدان العربية التي مر عليها هذا الربيع المحمل بالعواصف الرعدية وسيول من الدموع والدماء سالت هدرا و في غير موقعها ...
صحيح أن الكل كان يظن في البداية أنه فصل ربيع حقيقي جاء ليمحو فصول عجاف وجفاف عاشتهما الأمة ليتبين أنه فصل مصطنع لتمرير الفصل الثاني من مخطط عنوانه " تفتيت المقسم"...
واذا كان الفصل الأول تم بنجاح ألا وهو التقسيم الأمة على أساس قومي ، أشرفت عليه القوتين الاستعمارتين "بريطانية و فرنسا" في ذلك الحين ، أو ما يعرف بتقسيمات "سايكس-بيكو" ، وتم ايهام الأمة أن ربيعها الحقيقي هو المساعدة في القضاء على الدولة العثمانية والانسلاخ عنها وانشاء دول بدل دولة بحدود مسطرة بالسنتمتر المربع ملغمة قابلة للانفجار في أي لحظة...
الكل يعرف النتيجة ذلك الوعد الممنوح من تلك الدولتين فبعد التقسيم غرستا في قلب الأمة الكيان الصهيوني ومكنته عسكريا لمواجهة وهزيمة الجيوش العربية و هي مجتمعة واحتلت عواصم عربية أو كادت...
أما الربيع العربي الثاني الحالي ، فهي مراجعة وتحديث للفصل العربي الأول المشار اليه ، بمعنى "تفتيت المقسم" ، تشرف عليه مباشرة أمريكا ، الدولة المهيمنة على العالم حاليا...
هذه المرة الحجة القضاء على الأنظمة الاستبدادية ، كما هو في الربيع الأول القضاء على الدولة العثمانية المستبدة، رغم أن أكثرية هذه الأنظمة وصلت الى الحكم بتأييد المباشر أو الغير المباشر منها ...
فتم احتلال وتجريف من الوجود الدولة العراقية بحجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتم المساعدة ولعب دور محوري في القضاء على نظام الليبي بحجة حماية المدنيين و ادخال البلاد في فوضى عارمة لا يبدو أن هناك مخرجا في المدى المنظور...
وترك السوريين في دوامة عنف هدمت أسس الدولة رغم أن كان بامكانها وقف ذلك والدليل على ذلك أجبرت النظام السوري على تسليم أسلحته الكيمائية بتهديد بسيط منها وكان بامكان أن تفعل نفس الشىء لوقف نزيف الدماء وتشريد الناس...
رغم وجودها ( أمريكا) في اليمن وتطارد في تنظيم القاعدة بيتا بيتا الا أن جماعة الحوثي المتمردة على الدولة المهددة للسلم و أمن البلاد و بالتالي المنطقة كلها ، بل احتلت عاصمة البلاد وحلت محل الدولة الا أن أمريكا لا ترى في ذلك تهديدا و لا تقدم يد المساعدة للدولة اليمنية في الحفاظ على هيبتها ووحدة البلاد ، رغم أن هذه الجماعة تجاهر علنا بعدائها لأمريكا و شعارها "الموت لأمريكا"...
المرحلة الثانية : "تفتيت المقسم" ، يكون هذه المرة على أساس طائفي بمعنى سنة و شيعة ولكل طائفة حدود تقاتل من أجلها تكون معالم تلك الحدود وديان من الدماء وهتك الأعراض وجثث مجهولة الهوية تجرفها الأنهار ومجاري المياه . وخير دليل على ذلك ماهو حاصل في العراق وهي نسخة تجريبية ستعمم على الجميع ، تجربة ستستفيد منها لاحقا اليمن كثيرا...
والأمر لا ينتهي عند هذا الحد ، بل هناك في الأفق مرحلة الثالثة و هي : " تفتيت المفتت" ، وهو ضرب الطوائف فيما بعضهم البعض ، بمعنى فروع الشيعة تتقاتل فيما بينها و السنة نفس الشىء حتى لا يبقى اثر لأي أحد ...
حمدان العربي الإدريسي
28.09.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق