Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

9 يوليو 2013

طهارة الإخوان و"نجاسة" السياسة ...



"مجموعة أهم الأحداث" : الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب المطاح به مؤخرا بانقلاب ثلاثي الأبعاد "ديني ، سياسي بإشراف عسكري"، قال في آخر  خطبه وعلى حسب ما فهمته ، لأني لم أكون مركز كثيرا على ما كان يقوله ، بأنه أي مرسي ،  جهة قدمت له نصيحة بأنهم ، أي جماعة الإخوان ، يمثلون الطهارة و السياسة نجاسة فعليهم الاحتفاظ بطهارتهم  وترك للآخرين  "النجاسة"...
بمعنى ، من أجل أن تكون سياسي فعليك التخلي عن المبادئ والقيم وما شابه ذلك وعليك أن تكون لاعبا محترفا تحسن اللعب في كل المراكز من الجناح الأيسر إلى جناح الأيمن إلى قلب الهجوم... وتسجيل الأهداف تكون بأي طريقة حتى لو كانت عن طريق تغليط الحكم واستعمال "الأيادي"  بدل الأرجل أو  ضربات الرأس...
بمعنى أكثر وضوح ، على الجماعة الاختيار  بين السياسة وشعابها الملتوية ، قاعدتها الأساسية "الغاية تبرر الوسيلة" وبين الدين قاعدته السلطة وسيلة وليست غاية . وسيلة تمكن الإنسان من بسط المبادئ وقيم العدالة و المساومة وبسط العدل ورفع الظلم ...    
المؤكد أن الانقلاب الذي حدث مؤخرا في مصر وأطاح بهذه الجماعة هو انقلاب عسكري بغطاء "ديني ، سياسي" ، بمعنى الذين يعارضون استعمال الدين في السياسة أو بما يسمى   "الإسلام السياسي"...
 هم أنفسهم استعملوا ، ليس فقط الإسلام المتمثل في الشيخ الأزهر ،  و إنما حتى المسيحية المتمثلة في رأس الكنيسة القبطية المصرية للوصول إلى مآربهم بإزاحتهم الإخوان عن الكرسي الرئاسة.
كذلك ، استعمال "العسكر في السياسة"  ، بتزعمهم انقلابا بحجة حماية الديمقراطية . رغم أن العسكرية منذ نشأتها خط مستقيم متوازي ومتعاكس مع الديمقراطية لا يلتقيان أبدا حتى في "البرزخ"... 
لأن العسكرية هي الانضباط و تنفيذ الأوامر بدون مناقشاتها ، القائد  يفكر ويأمر و المرؤوس ينفذ و يطبق.عكس الديمقراطية القرارات تأخذ بعد المناقشة وبالأغلبية . وإذا طبقت الديمقراطية في العسكرية تتحول آليا إلى حزب سياسي،  لا أكثر و لا اقل...
إن ما يحدث في جمهورية مصر العربية أو ما سيحدث فيما بعد كان بالإمكان تجنبه لو تم تطبيق تطبيقا سليما لقاعدة الديمقراطية . هذه المعارضة التي تزعم إن بإمكانها حشد الملايين في الساحات و الشوارع  كان من الأسلم توفير حشدها لموعد  الانتخابات البرلمانية القادمة وتتربع بعد ذلك على السلطة التشريعية في انتظار الانتخابات الرئاسية القادمة لتزيح مرسي و جماعته وتكون بذلك جنبت البلاد و العباد "مصير مجهول" ، مصير بدايته ما حصل أمام مقر الحرس الجمهوري و نهايته الله وحده أعلم ...
إلا إذا كانت  هذه المعارضة تدرك  أنها مجرد  "ظاهرة صوتية" قوتها في صراخها وضعفها في صناديق الاقتراع . وعلى هذه المعارضة الاختيار بين اللعبة الديمقراطية وتتقبل نتائجها مهما كانت ،  في صالحها أو غير صالحها ولا يمكن لها أن تكون ديمقراطية و في نفس الوقت انقلابية .  تماما ، كجماعة الإخوان عليهم الاختيار بين "الطهارة" أو "النجاسة"...




حمدان العربي الإدريسي
09.07.2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق