Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

24 أبريل 2013

حزب الله من المقاومة إلى المقاولة ...



"مجموعة أهم الأحداث"حزب الله اللبناني  ، لا ينكر أحدا أنه نال شهرة لم يصل إليها أي نظام أو تنظيم في العالمين العربي الإسلامي .
 بالخصوص منذ العهد المنظور وعصر الانتكاسات و الانهزامات مرورا ببكاء "أبي الله الصغير" على ربوة غرناطة وهو يسلم آخر حصن إسلامي في بلاد الأندلس ...نهاية بسقوط بغداد وما يليها من تفتت للأنظمة العربية...
تلك الشهرة المتعددة الألوان و الطوائف  التي نالها حزب الله هي بسبب تلك البطولة وهو يواجه ويطرد الكيان الصهيوني ليلا من الأراضي اللبنانية.  ولأول مرة هذا الكيان "المتفرعن" يطأطئ رأسه أمام "منظمة جهادية " ،  وهو الذي كان يهزم  و يفرض شروطا قاسية و مذلة على  جيوش جرارة .
وقد كان ينظر للجهات اللبنانية التي كانت تصرخ ليلا و نهارا تخوفا من هذا الحزب و سلاحه ، بأنها  جهات تحمل أجندات غير وطنية   وبأنها تريد لبنان مفتوح الأبواب وأسواره "واطية" يسهل للكيان الصهيوني القفز عليها  كلما يحلو له ، وغير ذلك من الكلام . وان سلاح هذا الحزب هو من جعل للبنان سورا عاليا ينتحر تحته كل من يفكر القفز عليه.
لكن هذا الحزب بدأت الأقنعة تسقط عنه  الواحدة تلو الأخرى ليتضح في النهاية أنه ما هو إلا  حزب لطائفة معينة واحدة وأن كل الشعارات المرفوعة مجرد جسور للمرور عليها فقط ...
وأول قناع سقط عن هذا الحزب كان يوم سقوط واحتلال العراق ويقال ، والذمة على المصادر الإخبارية التي نقلت ذلك  ، أنه جرت احتفالات وعم السرور و الفرح ووزعت الحلوى في مناطق لبنانية محسوبة على هذا الحزب "المقاوم".  واعتبرت المقاومة التي اندلعت ضد الاحتلال الأمريكي وعملائه "إرهابا" وخروجا  عن "الشرعية" ، ومنذ متى كان للاحتلال شرعية ؟  .
والسؤال المطروح ، ما هو الفرق بين سقوط القدس وفلسطين و بين  سقوط بغداد ومن ورائها العراق ؟ وما هو الفرق بين الاحتلال الإسرائيلي ، يستوجب الجهاد ضده . وبين احتلال أمريكي وحلفائه لا يستوجب التصدي له ومقاومته ؟
والسؤال التكميلي ، كيف يمكن التفريق بين ما هو عميل والغير عميل . إذا كان حزب الله يعتبر ما يسمى بجيش لبنان الحر  بقيادة العميل "لحد" ، جيش عميل صنيعة الاحتلال الإسرائيلي ...
فما هو تصنيف ، من وجهة  نظر الحزب ،  للذين آتى بهم الاحتلال الأمريكي ووضعهم في السلطة وسلمهم مصير و مستقبل العراق. أم الطائفية هي المرجعية  التي تصنف من هو عميل ومن هو غير ذلك ...
والقناع الثاني ، وربما الأخير الذي أظهر وجه الحزب على حقيقته بصفة لا تقبل الشك ، هي الأحداث التي تجري في سوريا. وكيف لهذا الحزب الذي يحمل شعار مناصرة المظلومين على قاعدة الناس ولدوا أحرارا وسواسية في العدل  ...  
وإذ به تتغلب عنده حنين الطائفية ويصطف إلى جوار نظام يملك كل وسائل القتل والتدمير من  البعيدة المدى...  إلى سكاكين الذبح وهتك الأعراض  ضد شعبه الأعزل الذي  تخلى عنه الجميع واختفت تلك الشعارات البراقة من "حماية المدنيين..." ، التي دمرت بموجبها ليبيا ومن قبل العراق.
حجة حزب الله المعلن عنها في مبررات تدخله في الشؤون السورية "أنه ليحمي الشيعة" ، ومنذ متى كان  لهذا الحزب حق حماية الشيعة داخل أو خارج لبنان .
فأهل الشيعة مثلهم مثل جميع اللبنانيين لهم دولة قائمة من واجباتها الأساسية حماية مواطنيها من كل الطوائف و المذاهب  أينما وجدوا.
أو كما قالت إحدى المذيعات في قناة فضائية عربية ، "إذا كان حزب الله يرى من واجبه حماية الشيعة في سوريا فعليه القيام بذلك في كل بقاع العالم ...".
من وجهة نظري ،  هذا الحزب خسر بضربتين قاضيتن كل ما بناه من شهرة وتقدير في أعين ووجدان كل الشعوب العربية الإسلامية بمختلف طوائفها ومذاهبها ومن وراءهم كل الشعوب وأفراد التواقة للعدالة والحرية ومناهضة الظلم و الطغيان .
وبالمختصر المفيد ، تحول  هذا الحزب من حزب مقاوم وناصر للمظلومين إلى حزب "مقاول" يعرض خدماته حتى للذين يزهقون أرواح الأبرياء ويهجرهم ويبهدلهم ظلما وتجبرا وعدوانا ...



حمدان العربي الإدريسي
24.04.2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق