كما هو معلوم دعوة المظلوم ليس بينها وبين الخالق حجاب . أي بمعنى أن تلك الدعوة تقبل من الذي يمهل و لا يهمل ، يمهل حتى يظن الإنسان ، بتركيباته المحدودة ، أن تلك الدعوة ذهبت إدراج الرياح وتاهت في الفضاء الواسع ، كما تتيه الرسائل الغير مسجلة في أدراج البريد ، أو هكذا يظن البعض...
وإذ فجأة ترى ذلك الظالم يترنح بضربات تأتيه من كل جانب لم يكون ينتظرها أو يتوقعها ، ويتحول بين عشية وضحاها من ظالم مرفوع وعلامة رفعه الاستكبار والظلم و البطش والطغيان وقتل الناس في الشوارع و الساحات العامة ، إلى منصوب ومجرور بسلاسل حديدية من قصر إلى اللومان ، وما أدرك ما بهدلة اللومان بعد حياة القصور ...
وإذ فجأة ترى ذلك الظالم يترنح بضربات تأتيه من كل جانب لم يكون ينتظرها أو يتوقعها ، ويتحول بين عشية وضحاها من ظالم مرفوع وعلامة رفعه الاستكبار والظلم و البطش والطغيان وقتل الناس في الشوارع و الساحات العامة ، إلى منصوب ومجرور بسلاسل حديدية من قصر إلى اللومان ، وما أدرك ما بهدلة اللومان بعد حياة القصور ...
وإذا نظرنا يمينا و شمالا لم نجد من هو أكثر "مظلومية" في هذا العصر من الشعب الفلسطيني الجريح وبالخصوص أهالي قطاع غزة الصابرين المرابطين المحاصرين في سجنا كبير على أبوابه سجانين لا يعرفون للرحمة أو للإنسانية معنى ...
هؤلاء "السجانون" "الظالمون" ، هم أعداء والعدو لا ينتظر منه الرحمة أو الرأفة أو أن يترحم على قبر ضحيته ويضع عليه باقة من الورود مختلفة الألوان والأشكال...
لكن أن يأتي الظلم من ذوي القربى في الدم واللسان و الجغرافيا ، يشاركون "الظالمون" في ظلمهم و "السجانون" في تأمين سجونهم وحرمان هؤلاء المظلومين حتى من التنفس عبر أنفاق تحت الأرض يحفرونها بأياديهم وأظافرهم...
هنا تصبح تلك الدعوة المضروبة في ذلك العدد من العيون الدامعة والأكباد المحترقة حزنا و آلما على فقدان عزيزا أو هدم بيوتا كانت تستر أعراضهم أو قطع أشجارهم تقطع معها أعناقهم أو بطون تصرخ جوعا وعطشا...
أو تلك الطفلة التي ماتت حزنا واسى بعد رفض هؤلاء " السجانون" تركها تعانق والدها شوقا وحنانا الموجود وراء القضبان يقضي عقوبة المؤبد مضروبة في ثلاثة تهمته أنه صاحب أرض و حق ...
وبدون أدنى شك هؤلاء المظلومين رفعوا و ما زالوا يرفعوا أيديهم ليلا و نهارا إلى سماء على "الظالمون" و من خلفهم "الظالمين" . وإذ بتلك الدعوة مكررة بأكثر من مليون ونصف المليون مرة من "سجناء" سجن غزة تخترق الحجاب وتعود إلى ارض بأمر الهي أن على "الظالمين" دفع ثمن مشاركة "الظالمون" ظلمهم وتشتيتهم وبهدلتهم شر البهدلة . في انتظار الأمر الإلهي الذي سيحدد مصير "الظالمون" الذين استكبروا وطغوا في الأرض ...
لا أحد يستطيع النسيان ، إلا إذا كان فاقد الذاكرة ، ما حصل لهؤلاء الأهالي في عملية الإبادة الجماعية الأخيرة وكيف أغلقت الحدود لكي لا يتسنى لهؤلاء على الأقل الهروب و النجاة بأنفسهم وأطفالهم من تلك الآلة الجهنمية التي تعجز دولا على مواجهتها فما بالك بأهالي عزل إلا بإيمان أن هناك رب يعرفهم ومن كيد "الظالمون" و "الظالمين" سينصفهم...
وكما هو معروف ، حتى في القوانين الوضعية المدنيين لهم الحق الهروب في أوقات الحروب والأزمات إلى أقرب نقطة آمنة وعلى السلطات لتلك الدولة أو المنطقة ملزمة قانونيا و أخلاقيا على فتح حدودها و معابرها لتلك الحشود الفارة و توفير لهم أبسط الشروط للبقاء على قيد الحياة حتى تنتهي تلك الأزمة ويعودون إلى ديارهم. فما بالك إذا كان هؤلاء إخوة و أهل و جيران...
ولا يمكن أيضا نسيان ما حصل لمخيم جنين الذي أبيد عن بكرة أبيه بقيادة المباشرة من "شارون" و قائد أركانه وبعد انتهاء مباشرة من تلك العملية تلقى شارون من "الظالمين" تهنئة بإحدى المناسبات...تشجيعا له لما قام به في حق هؤلاء "المظلومين" واهانة لدمائهم الطاهرة التي سالت من ظلم "الظالمون" و تواطؤ "الظالمين"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
26.04.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق