سمعت أحدا
يقول كلاما حكيما فيما يخص من هم أصحاب البلاد الحقيقيين وعلى أي
أساس يتم تحديد و معرفة ذلك...
وبما أن المتحدث
كان يتكلم باللغة العربية فاني أزعم قد
فهمت جيدا كلامه لغويا و مزاجيا .
بمعنى كلنا وافدين ، الحجازي – حجازي ، الشامي – شامي، والبغدادي – بغدادي، إلى غير الك...
وإذا أردنا تطبيق على كل واحد أن يحزم حقائبه والرجوع من حيث آتى فهناك من عليه طلب
إذن المرور من السلطات الحاكمة في جبل
طارق مرورا بأطلال غرناطة وهناك عليه سلك طريق الشرق مع اجتناب صحراء ليبيا لظروف يمر بها هذا البلد...
وهناك من عليه سلك طريق الحرير للوصول إلى شبه القارة الهندية وما وراء الهند
، (بمعنى العامي كل واحد يرجع من جا) ...
وأنا أستمع إلى كلام المتحدث ، تذكرت قصة أم
عدنان ،فلسطينية ، هجرها الاحتلال من أرض
الآباء و الأجداد ، فاستقرت في العراق ، والعيش في بلد عربي شقيق لا يختلف كثير، وهي
أصلا أرض واحدة وشعب واحد لولا
"سايكس – بيكو" والحدود الافتراضية التي كرسها لتصبح واقعية وحقيقة، ومازالت تلك الحدود قائمة رغم أن سايكس –بيكو ، ماتا منذ
زمن طويل...
أم عدنان زارها وضربها الزمان مرة أخرى واحتلت بغداد ، وكان عليها الاختيار ،كباقي الجالية الفلسطينية في العراق ، أما الهروب أو الانتظار المصير المجهول في بلاد غاب عنها الأمن و الأمان ، فقررت الهروب وانغلقت الحدود أمامها و لا بلد عربي يريد استقبال هؤلاء اللاجئين ، فوجدت نفسها في مخيم بمناخ صحراوي لا يطاق ،في انتظار الفرج المجهول. كانت تنتظره من قريب فجاءها من بعيد ، من سان باولو ومن لا يعرف سان باولو عليه قلب الكرة الأرضية رأسا على عقب بحثا عن بلاد تسمى البرازيل . وانتقلت أم عدنان ، مع أبنائها وأحفادها ،إلى العيش في محيط مختلف تماما من كل النواحي من لغة إلى العادات و التقاليد ، لكن هناك أمل في الحياة وعليها التأقلم.
لن تستطيع أم عدنان نسيان فلسطين و لا بغداد ولكنها لن تستطيع نسيان أيضا المخيم الحدودي ،ليس حبا أو حنينا وإنما فقدت فيه أم عدنان ابنها عدنان...
أم عدنان زارها وضربها الزمان مرة أخرى واحتلت بغداد ، وكان عليها الاختيار ،كباقي الجالية الفلسطينية في العراق ، أما الهروب أو الانتظار المصير المجهول في بلاد غاب عنها الأمن و الأمان ، فقررت الهروب وانغلقت الحدود أمامها و لا بلد عربي يريد استقبال هؤلاء اللاجئين ، فوجدت نفسها في مخيم بمناخ صحراوي لا يطاق ،في انتظار الفرج المجهول. كانت تنتظره من قريب فجاءها من بعيد ، من سان باولو ومن لا يعرف سان باولو عليه قلب الكرة الأرضية رأسا على عقب بحثا عن بلاد تسمى البرازيل . وانتقلت أم عدنان ، مع أبنائها وأحفادها ،إلى العيش في محيط مختلف تماما من كل النواحي من لغة إلى العادات و التقاليد ، لكن هناك أمل في الحياة وعليها التأقلم.
لن تستطيع أم عدنان نسيان فلسطين و لا بغداد ولكنها لن تستطيع نسيان أيضا المخيم الحدودي ،ليس حبا أو حنينا وإنما فقدت فيه أم عدنان ابنها عدنان...
وفقدت أم عدنان الوطن و الوطن البديل وابنها عدنان
، لكنها تشكر سان باولو وتحاول نسيان حدود سايكس –بيكو والقائمين عليها...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
10.04.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق