لا تستفزي
ذاكرتي ... وساعديها على نسيانك
لا تضيفي
لها نبشا..
وعزة
وجلال خالقها لجعلتك عناوين لمواضيعها...
يتسلى
بها القارئون في مشارق الأرض ومغاربها...
و ترانيم ترنن
بها النسوة على أولادهن الرضع...
و أنشودة يرددها أطفال في ساحات و أقسام المدارس...
سأجعلك
قصائد غنائية تزهو بها النسوة في الأعراس وليالي الأفراح...
و قصائد تمدح
في الأسواق وعلى حواشي الطرقات...
سأجعلك
أبيات هجاء تردد في كل مكان و زمان...
أبيات
رثاء و قصائد أحزان تتلى على القبور و على الأموات... ..
سأجعلك عناوين
تنشر على الورق و الجدران...
لا تستفزي ذاكرتي
وتضيفي لها نبشا وآلما ...
وكوني مثل كابوس يزول مع زوال الظلام و الأحلام...
لست ناقما لكني
مشفقا من انتقام وانفلات قلم ...
فأغربي و اهربي
من لهيب مداد وحريق قلم ...
لا تستفزي ذاكرتي
... و تقتحمي عليها أبوابها ...
ورب الكعبة
لجعلتك تنتحري على أسوارها وتكتوي بنيران أقلامها...
وكبرياء خالقها
لجعلتك تغرقي في مياه دموعك وأشجان أحزانك...
سأجعلك أضحوكة
وعناوين نكت في الليالي السمر ...
سأجعلك
عبرة من يتطاول على أقلام وعناوين ذاكرة...
سأجعلك تنتحرين
تحت مداد أقلامها وخطوط صفحاتها ...
لست حاقدا أو ناقما وإنما مشفقا ومنذرا...
لأني عارف
أسبابك ومدرك آهات وعقد أمراضك...
فأغربي عن
ذاكرة ... وساعديها على نسيناك
ورب مشارق
الأرض ومغاربها لأجعلك تراثا يتغنى به الأحفاد والأجيال...
كنت أود
مساعدتك على فك عقد آهاتك و أمراضك لولا غبائك...
لكنك عقد آهاتك
أغرقتك في مياه غباء كبرياءك ...
فلا تستفزي ذاكرتي ... وساعديها
على نسيانك...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
29.12.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق