Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

31 أكتوبر 2018

1 نوفمبر= الجزائر وطننا ، العربية لغتنا و الإسلام ديننا ...


عشية الحدث الاستثنائي الذي سيعيشه المواطن الجزائري ، ألا وهو احتفال بالذكرى السنوية  لانطلاق  شرارة الثورة التحريرية التي هزت عرش محتل كان يظن أن وجوده أبدي .والتي تعتبر بلا منازع أعظم ثورة شعبية عرفها العصر الحديث...
تلك الرصاصة المباركة التي كانت شرارة التي ألهبت محتل   بدأ بإنزال بحري وتمدد بري ، وما كان لينجح ذلك الإنزال المشئوم لو كان هناك نظام وطني قائم  يقدم الشأن العام على الخاص...
كل الدلائل التاريخية تشير بأن كان بإمكان إفشال ذلك الإنزال ودحر الغزاة وذبحهم كالنعاج على ساحل النزول . ولأصبح اليوم ذلك الشاطئ  الإنزال  يُسمى ب " الشاطئ الأحمر"  ، من كثرة دماء الغزاة التي كانت ستروي بها مياه البحر...
بالتأكيد ، الغزاة كانوا على دراية ، من خلال جواسيسهم الذين كانوا مندسين في صفوف الناس ، تذمر أهل البلد من النظام  الذي كان سائدا في ذلك الوقت ، بموجبه البلد كان تحت الوصاية دولة السلاطين...
نظام كان مرتكزا  على  الفساد والظلم الاجتماعي والطبقي والرشوة و المحسوبية والقرارات الغير شعبية بثقل كاهل المواطنين بالمزيد من الضرائب، الخ...
التي كانت تصب جمعيها في صناديق الحكام الخاصة ، قسم كبير منها استولى عليها  في الأخير الغزاة وحملها في بواخر إلى بلادهم لتستفيد منها خزينتهم  العمومية...
  وتشير كثير من المصادر التاريخية أن تلك المعلومات عن نفسية الناس التي كانت بحوزة المحتل مصدرها شبكة جواسيس كانت مندسة  ،  خاصة اليهود الذين كانوا موجودين في البلد هربا من الاضطهاد ، بالخصوص من البلاد  الأوروبية...
وإذ بهم انقلبوا على أولياء نعمتهم و  تحولوا إلى جواسيس و مخبرين سهلوا عملية الغزو بإعطاء المعلومات التي سهلت للمحتل مهمته ...
حينئذ ، لم تكون عند أهل البلد  أي روح المقاومة اتجاه المحتل. مما سهل لهذا الأخير عملية الغزو و الاحتلال قطعة- قطعة ...
  ومن خلال  تلك الوعود الكاذبة المُقدمة للمواطنين ،  بعدم المساس بحريتهم و معتقداتهم الدينية وان هدفه الوحيد من عملية الغزو هو تأديب رأس النظام المتمثل في آخر الدايات . بعد الاهانة المزعومة التي تعرض لها  سفيرهم  في قصر هذا الأخير  ...
وبعد بسط نفوذه  و اتفاق مع الحاكم المنهزم ، يضمن له خروج امن بثروات المنهوبة من خيرات البلد ليُستبدل محتل بمحتل ، أنكشر المحتل على أنيابه  وبدأ في هتك الأعراض وتضييق عليه الخناق دينيا بتحويل مساجده إلى كنائس ...
 وحادثة المجزرة الشنيعة التي ارتكبها في حق جموع من المواطنين الذين كانوا يحتجوا سلميا على اعتداء على رمز ديني كبير على وزن "جامع كتشاوة" ، والتي عُرفت تاريخيا بمجزرة "ساحة المعز" (ساحة الشهداء اليوم)، لخير دليل على قسوة ونذالة هذا المحتل... 
  وجاءت رصاصة أول نوفمبر 1954 ، بعد أن ظن المحتل أن وجوده أصبح حقيقة أبدية  ، لتصحح تلك الرصاصة الأولى المباركة  الوضع...
 وبعد أكثر من سبع سنوات من مواجهة استخدم فيها المحتل كل الأساليب الإجرامية لإخمادها إلا أن هذه المرة مواجهته مع أهل البلد الحقيقيين شعارهم : الجزائر وطننا ، العربية لغتنا و الإسلام ديننا... 
لكن ، عند الاحتفال بهذه المناسبة على الفرد الجزائري مراجعة نفسه :  هل  تم الاحتفاظ واحترام  بهذا  الشعار الثلاثي المجيد  ، الذي من أجله دفع  هؤلاء الشهداء  أرواحهم ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
31.10.2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق