اتضح جليا أن
ثوابت الأمة ، بالخصوص في العالم العربي الذي دساتيره تحدد انتمائه الديني بشكل
واضح لا لبس عليه ، أصبحت هذه الثوابت عند
البعض كالحائط "الواطي" (المنخفض) ،
السهل القفز عليه من كل يريد القفز السريع...
وأصبحت هذه
الثوابت عملية تغيرها و إلغاءها أسهل و أبسط بكثير من المس أو تغيير مادة من مواد
قانون وضعي وضعه الإنسان نفسه .رغم أن هذه
الثوابت هي التي تميز هويته و عنوان وجوده...
والمصيبة أن هذه
المحاولات ، البعض منها دخلت فعليا حيز التطبيق، تجري في بلدان عريقة ثوابتها لم
يستطيع أحد تغيرها ، لا الاستعمار و لا الذين آتوا بعد الاستعمار ، رغم كل
المحاولات و الأساليب التي استخدمت لنسف هذه الثوابت...
لا أعرف إن كانت
الأمة محتاجة فعلا إلى من يقوم بتغير
حالها المأسوي و يعمل على نهضتها اقتصاديا و تربويا و تعليميا الالتحاق على الأقل بالخطوط
الخلفية للركب الأمم...
أو هي محتاجة من
يحاول العبث في ثوابتها السماوية التي اقتنعت و آمنت بها ، لصالح أفكار و معتقدات يتم تسويقها و تعميمها من طرف جهات و جماعات لها
أهداف مبيتة ، ألا وهي ضرب الحصن الأخير و
المتين لهذه الأمة ، المتمثل في معتقداتها الدينية...
بعد أن تم نسفها
نسفا لا نهوض من بعده في كل الميادين و أصبحت (الأمة) ، تعتمد على الآخرين حتى في
رغيف خبزها اليومي ويُمكن تجويعها بجرة كبس ...
وماذا عسى أن يكون مصير جائع تابع . وماذا أيضا سيكون حاله إذا نُزعت منه ثوابته و معتقداته
التي ، ربما، ستكون السبيل الوحيد التي ستنقذه لاحقا من مصير مختلف عن مصيره الدنيوي...
إذا كان اليوم تم
تمرير قانون زواج مسلمة من غير مسلم ، و
القوانين الأخرى التي هي تُحضر على قدم و ساق لتمريرها ، لما لا تمرير لا حقا قانون يسمح ب"الزواج المثلي" و لواحقه
، لتصبح مجتمعاتنا عبارة عن حظائر
"بهائمية" (بهائم) ...
وما يمنع ذلك ، إذا كان ركن من الأركان
الأساسية تم "التخلاط" فيه بهكذا سهولة ، ألا و هو لا يُمكن لمسلمة
الزواج من غير مسلم ، ليأتي دور الميراث .
وبالتسلسل سيأتي الدور على الأركان الأخرى...
رغم ذلك هناك أمل
أن هذه المحاولات سيكون مصيرها الفشل ، كما فشلت محاولات سابقة من شخصيات أكثر قوة
و تأثير التي أرادت إلغاء الصوم ، مثلا ...
جاءها الرد حازم من علماء الأمة ، على قاعدة و أساس
الآية الكريمة : " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "...
بمعنى ، ذهب بدون رجعة صاحب
الفكرة و بقى نور الله ساطعا. وكذلك يكون حال كل من يريد إطفاء نور الله حاليا أو
لاحقا...
بلقسام حمدان
العربي الإدريسي
17.08.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق