Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

17 أغسطس 2018

" الحائط الواطي"...


اتضح جليا أن ثوابت الأمة ، بالخصوص في العالم العربي الذي دساتيره تحدد انتمائه الديني بشكل واضح لا لبس عليه  ، أصبحت هذه الثوابت عند البعض كالحائط "الواطي" (المنخفض) ،  السهل القفز عليه من كل يريد القفز السريع...
وأصبحت هذه الثوابت عملية تغيرها و إلغاءها أسهل و أبسط بكثير من المس أو تغيير مادة من مواد قانون وضعي وضعه الإنسان نفسه .رغم  أن هذه الثوابت هي التي تميز هويته و عنوان وجوده...
والمصيبة أن هذه المحاولات ، البعض منها دخلت فعليا حيز التطبيق، تجري في بلدان عريقة ثوابتها لم يستطيع أحد تغيرها ، لا الاستعمار و لا الذين آتوا بعد الاستعمار ، رغم كل المحاولات و الأساليب التي استخدمت لنسف هذه الثوابت...
لا أعرف إن كانت الأمة محتاجة  فعلا إلى من يقوم بتغير حالها المأسوي و يعمل على نهضتها اقتصاديا و تربويا و تعليميا الالتحاق على الأقل بالخطوط الخلفية للركب الأمم...
أو هي محتاجة من يحاول العبث في ثوابتها السماوية التي اقتنعت و آمنت بها  ، لصالح أفكار و معتقدات يتم  تسويقها و تعميمها من طرف جهات و جماعات لها أهداف مبيتة  ، ألا وهي ضرب الحصن الأخير و المتين لهذه الأمة ، المتمثل في معتقداتها الدينية...
بعد أن تم نسفها نسفا لا نهوض من بعده في كل الميادين و أصبحت (الأمة) ، تعتمد على الآخرين حتى في رغيف خبزها اليومي ويُمكن تجويعها بجرة كبس ...
 وماذا عسى أن يكون مصير  جائع تابع  . وماذا أيضا  سيكون حاله إذا نُزعت منه ثوابته و معتقداته التي ، ربما، ستكون السبيل الوحيد التي ستنقذه لاحقا  من مصير مختلف عن مصيره الدنيوي... 
إذا كان اليوم تم تمرير قانون  زواج مسلمة من غير مسلم ، و القوانين الأخرى التي هي تُحضر على قدم و ساق لتمريرها  ، لما لا تمرير لا حقا  قانون يسمح ب"الزواج المثلي" و لواحقه ، لتصبح  مجتمعاتنا عبارة عن حظائر "بهائمية" (بهائم)  ...
  وما يمنع ذلك ، إذا كان ركن من الأركان الأساسية تم "التخلاط" فيه بهكذا سهولة ، ألا و هو لا يُمكن لمسلمة الزواج من غير مسلم ،  ليأتي دور الميراث . وبالتسلسل سيأتي الدور على الأركان الأخرى...
رغم ذلك هناك أمل أن هذه المحاولات سيكون مصيرها الفشل ، كما فشلت محاولات سابقة من شخصيات أكثر قوة و تأثير التي أرادت إلغاء الصوم ، مثلا ...
 جاءها  الرد حازم من علماء الأمة ، على قاعدة و أساس الآية الكريمة  " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "...
بمعنى ،  ذهب  بدون رجعة   صاحب الفكرة و بقى نور الله ساطعا. وكذلك يكون حال كل من يريد إطفاء نور الله حاليا أو لاحقا...



بلقسام حمدان العربي الإدريسي
17.08.2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق