أي
شخص خارج الميدان ، تسأله السؤال المعنون أعلاه ، مباشرة يجيبك بأنه ميدان يتعلق
بصناعة وصيانة الطائرات . لا ، ليس كذلك...
الهندسة
الجوية ، ميدان ضمن المنشات الطيران (infrastructures aéronautique ) . اختصاص ( الهندسة الجوية) ،
يتعلق ببناءات المطارات و صيانتها...
بناء
المطارات بقسميه الملاحي و اللوجيستي . الملاحي ، ممرات إقلاع و هبوط الطائرات و
اللوجيستي مرافق الملحقة الخدماتية وغيرها ...
المطارات
، ليس هناك فرق بين مطارات مدنية و عسكرية . كميدان الطب ليس هناك طب عسكري و طب
مدني. بمعنى الطبيب العسكري يمكن له علاج مريض مدني و العكس صحيح و بنفس
الأجهزة...
كذلك
المطارات ليس هناك فرق ، ما عدا الملحقات ، المطارات العسكرية تكون تحتوي
على مخابئ خاصة تحت الأرض و مخازن لذخيرة بمختلف أشكالها في اغلب الأحيان
مموهة في مخابئ بعيدة عن بعضها بعض. لذلك نرى الكثير من المطارات مشتركة مدنية و
عسكرية . بمعنى تُستغل في المجالين ، الطيران المدني و الطيران الجوي الحربي ..
و لأن
المطارات و القواعد الجوية هي أولى أهداف العدو بعد القيادة و السيطرة ، عندما تبدأ الحروب لتشليل ( الشلل) قدرة الخصم
على التحرك ..
كمثال حرب 1967 ، العدو الصهيوني شل القدرة
القتالية للجيوش العربية بعد سيطرته على الأجواء بتدميره الشبه الكلي للمطارات و القواعد الجوية
و أصبحت الجيوش على الأرض لقمة صائغة معظمها تم أبادتها...
لذلك الهندسة الجوية أهميتها جوهرية في أوقات السلم و الحرب . في وقت السلم
تخطيط و بناء المطارات و صيانتها الدوري بخصوص ممرات الإقلاع و الهبوط
لتكون دائما جاهزة ..
بالخصوص أنها لها التأثر الشديد ، بسبب حركة
الهبوط و الإقلاع لطائرات الدائم و المكثف
لمختلف الأحجام و الأنواع ...
بالخصوص الأحتكاك القوي في عمليات الهبوط ، عند
ملامسة عجلات الطائرات أرضية الممرات و تلك القوة الديناميكية و الثابتة المتمثلة في
وزن و حمولات الطائرة ، تؤثر مع على بنية و تماسك الممرات . لذلك دور الهندسة الجوية المراقبة
الدورية لتلك الممرات و تدخل عند الضرورة..
أما في الحروب ، مهمتها ( الهندسية الجوية) ، يكون
أكبر و أخطر لأنها مسؤولة على صيانة
الممرات بعد قصفها مباشرة من طيران الخصم و في أسرع وقت ممكن لتكون الممرات جاهزة للإقلاع و الهبوط ، لعدم تعطيل العمليات القتالية لطيران ...
كما تم الإشارة إليه آنفا ، في معظم الحالات ، المطارات تكون مشتركة ، بمعنى مدنية و في نفس
الوقت عسكرية ، مشتركة فقط في ممرات الإقلاع و الهبوط و مركز مراقبة موحد في تنظيم
و مراقبة الملاحة الجوية .أما المنشات لكل
واحد منطقته...
و
الهندسة الجوية تختلف عن "الهندسة القتالية" (génie de combat ) ،
هذا الأخير طليعة الجيوش أثناء القتال يقوم بمسح الأرض من الألغام لتتقدم
الجيوش أو العكس صحيح تلغيم الأرض لتعطيل تقدم الجيش الخصم، يقوم
أيضا ببناء الجسور أثناء الحروب للعبور السريع أو نسفها لمنع تقدم جيوش
العدو...
أيضا من اختصاص الهندسة الجوية ، كل المنشات مهما كان
نوعها ، الطرقات ( لأنها لا تختلف أصلا عن ممرات المطارات) ، أو بناءات أخرى ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
29.01.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق