Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

30 يناير 2016

" أنت طماع يا إبراهيم "...






السلطان سليمان القانوني أو الفاتح ، السلطان العاشر  للإمبراطورية العثمانية ، قد يكون قال يوما لوزيره الأول أو صدره الأعظم وصهره وأقرب شخص إليه ، " أنت طماع ، يا إبراهيم" ...
 بدون أن يذكر لقب "الباشا" ، لتذكيره بوضعه بدون ألقاب التي أغدقها عليه رافعا إياه من مجرد ابن صياد مجهول في جدول و قاموس التاريخ إلى أعظم رجل بعد السلطان في إمبراطورية مترامية الحدود و المياه ...  
نفس العبارة قد يكون قالها أيضا الخليفة العباسي ، هارون الرشيد ، "للبرامكة"  في بغداد. وقد يكون قالها آخرون قبل و سيبقى يقولونها آخرين حتى يوم انتهاء الوجود المادي...
قلت الوجود المادي ، لأن الطمع صفة مادية ، من أخوات الحسد و البخل ...،  تلتصق بالإنسان وهذه الصفات  المشينة هي مواد يدرسها أستاذ مختص هو "الشيطان"...
أول درس قدمه لسيدنا ادم ، عليه السلام ، هي  مادة الطمع و نجح فيه(الدرس)  نجاح باهر ،  كلف سيدنا ادم ومن بعده البشرية جمعاء ، ثمنا باهظا . سيدنا ادم  كرمه لله ،عز و جل، و اسكنه الجنة لا يشقى و لا يحزن فيها...
وبسبب الطمع وجد نفسه مطرودا من النعيم ولولا  تداركه السريع وتواضعه الله معترفا بخطيئته معتذرا وطالبا الصفح لكان مصيره والتالي مصيرنا جميعا نفس مصير "الشيطان" ...
 بسبب غروره و تكبره أقصى ما حصل عليه (لشيطان)،  من الله ، عز و جل ، إمهاله إلى يوم الدين ليحشره هو و تلامذته في قاع السعير...   
 يكون نفس الشيء ، أي الطمع ،   من أوصل  إبراهيم باشا إلى حبل المشنقة ونفسه من أوصل  "آل برمك" إلى نهايتهم التعيسة...
صحيح، هناك عوامل أخرى ساعدت في لف الحبل حول رقبة "الباشا" في اسطنبول  و"البرامكة" في بغداد ، من دسائس الحريم و أشباه الرجال الفاقدين الرجولة الذين يشاركون "نسوة الحرملك"  في الدسائس وتنفيذ المؤامرات...
لكن الصحيح أيضا نزعة شهية و شهوة الطمع تزداد مع الإنسان " الطماع"،  كلما  ازداد تسلقه في السلم الحياة والرغبة الجامحة لدى الإنسان الطماع في البحث عن المزيد من السلطة و المال بدون الالتزام بمقياس الأخلاق . رغم الجري وراء المكاسب ليست خطيئة ولكن الخطيئة تكمن في طريقة الجري...
رغم أن هناك من يحاول الدفاع عن الطمع ويعطيه تفسيرات و لا يدافع عن الطمع إلا "الطماع" ، لأن الطمع رديف لآفة السرقة . إذا كان السارق يأخذ ما ليس به حق خلسة ، الطماع يفعل نفس شيء جهرا  و إذلالا ...
وبالمختصر المفيد ، للطمع عدة أوجه وصفات ، كمثال  كهلا  أصبح في وضعية مثله مثل أشباه الرجال في "الحرملك"، المشار إليهم آنفا، يطمع في الزواج من فتاة بينهما بحور في السن وفي الغريزة ، ليصبح عرضه يباع و يشترى على هوامش الألسنة وغمزا على  أطراف رموش العيون...
 و لو أرادنا جمع كل الأمثلة على موضوع الطمع و "الطماعين" ، لكان علينا الاستعانة بأقلام مدادها مياه البحار من وراءها مددا من المحيطات وبجوارها مخزون الأنهار...







بلقسام حمدان العربي الإدريسي
2016 . 01. 30 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق