هؤلاء ، واقصد
بهؤلاء الذين يُقابلوننا من الجهة الأخرى تفصل بيننا وبينهم مياه البحار و
المحيطات، قد لا نحبهم لعوامل كثيرة منها
بالخصوص أن هؤلاء عبروا و ركبوا في الماضي
أمواج تلك البحار بجيوشهم واغتصبوا أراضينا
واستغلوا خيرتنا و اغتصبوا عرضنا...
وهذه العوامل أكثر من كافية و مشروعة لكي تبقى في
القلوب آثار و جروح من الصعب تجاوزها بسهولة ، لأن الجروح تلتئم لكن أثارها تبقى ...
لكن هؤلاء عادوا
وركبوا الأمواج التي أعادتهم لبلدانهم وأصبحنا نحن الراكبون تلك الأمواج نلهث من ورائهم وأصبحنا مرتبطين بهم في
كل الميادين حتى في قوتنا اليومي، بمعنى الرغيف الخبز...
المهم ، العودة
لشرح ماذا أقصد بما جاء في العنوان . قلت هؤلاء قد لا نحبهم لعوامل المذكورة ، لكن
يفرضون على الآخرين احترامهم ليس بقوة
السلاح لكن بقوة الأسلوب ...
كان آخر احتكاك مع
هؤلاء عن بعد ليس ببعيد عندما اتصلت بشركة لصناعة الأدوية ، طبعا ما وراء البحار،
قبل أن أنهض من كرسي جاءني الرد مع الشرح ملحين علي الاتصال بهم من جديد إذا كان هناك
أي لبس في ذلك الشرح تقني وطبي...
سبب الاتصال بهم،
أحد أقاربي زار طبيبا محلي لأمر طبي يخصه ، ذلك الطبيب وصف له دواء غير موجود سوى عند
هؤلاء ما وراء البحار ...
بالفعل تمكن المعني من اقتناءه بوسائله الخاصة
وعاد لطبيبه المعالج لكي يشرحه له كيفية استعماله. بعد شرح طلب منه الدفع مرة
ثانية ، الأولى قيمة وصف العلاج والثانية الشرح كيفية العلاج ...
وعندما اتصلت بذلك
الطبيب مستفسرا عن سبب القبض من المعني مرتين ، أجابني بأنه بقى يشرح له مدة 12 دقيقة .بمعنى أثناء الشرح كان ينظر إلى ساعته
و ليس لمريضه...
وهنا يكمن الفرق
بين "هؤلاء" و "هؤلاء" ، هؤلاء الذين يهمهم في المقام الأولى العلاقة الإنسانية قبل العلاقة التجارية و بين هؤلاء الذين ينظرون للإنسان
من خلال محفظة نقوده و دقات دقائق ساعتهم...
وما هذا إلا مثال لخصته
على عجل، لأن في السابق كنت ذكرت أمثلة
كثيرة ومعمقة عن الفرق الشاسع الموجود بينا وبينهم لا داعي لتكرارها لكي أتهم من هؤلاء الموجودين على يسار الموضوع بأني
أسوغ وأقوم بالدعاية لهؤلاء الموجودين غرب البحار...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
20.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق