Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

17 يونيو 2018

عندما تتصهين العروبة ...


خطر الصهيونية لم و لن يكمن في الصهيونية في حد ذاتها ، لأنه عدو مكشوف الوجه و معروف العنوان ، له كامل الحرية ليقول ما يشاء و يفعل ما يريد...
وإنما الخطر الحقيقي عندما يتصهين الطرف المواجه بل يتحول إلى أكثر تصهين من الصهيوني نفسه، هنا تسقط أسس ودعائم المواجهة ويصبح طرف وحيد وشبيه يلعبان في الميدان...
المتتبع للإعلام يكتشف في كل مرة وجوها جديدة في العالم العربي تقلع عن وجهها غطاء تمويه كانت ترديه كان  يميزها عن بني صهيون لتصبح الشبيه المطلق...
بل هذا الشبيه يصبح أكثر شراسة ووقاحة من آل صهيون الحقيقيين في شتم وقدح القضية العربية الأساسية ألا وهي فلسطين وأهلها المجروحين مرتين ، مرة من أل صهيون الحقيقيين ومرة من آل صهيون بالوكالة أو بالتشابه...
عندما يخرج شخص في العلن ويقول بدون أي خجل أن اليهود هم أصحاب الأرض وأن الفلسطينيين أكثر شعوبا حقارة وغدرا...
يكون هذا الشخص تجاوز كل الخطوط الحمراء للشعور ليس الفلسطينيين فحسب و إنما مشاعر كل شخص عربي الذي تربى على عقيدة أن فلسطين أرض عربية إسلامية سُلبت ظلما و عدونا من طرف بني صهيون...
أكثر من ذلك ، هذا الشخص يصبح  أكثر تطرفا من اليهود أنفسهم ، الذين يختلفون مع الصهاينة المستغلين الدين اليهودي لترويج فكرهم الاستعماري الاستيطاني. هؤلاء اليهود  يعترفون علنا  أن فلسطين ليست  أرضهم وأن لا علاقة لهم بالحركة الصهيونية ...
بل من أمثال هذا الشخص ، الذين هم كثيرون بعضهم مازال لم ينزع القناع عن وجهه، يكونون أكثر تطرفا ووقاحة من الصهيوني المتطرف ليبرمان ، السيئ  الصيت...
لكن يا ليت لو الأمر توقف عند حد هؤلاء الأشخاص ولم ينتقل إلى مشايخ الدين.كخرجة أحد الدعاة ، أو هكذا يُسمى نفسه ، الذي وصف الحركة المقاومة الفلسطينية حماس بالحركة الإرهابية وأن مسجد الأقصى ليس محاصرا ، مبررا المواقف الإسرائيلية ...
من المؤسف يُمكن أن تتم متابعة و محاكمة شخص قد يتفوه بعبارة تمس حاكم  أو مسؤول هنا أو هناك ويتغاضى النظر عن هكذا تطاول على ثوابت أمة سالت من أجلها بحار من دماء شهداء طيلة عقود من المواجهة...
  من بينهم الأسرى الذين أعدموا بدم بارد من طرف هؤلاء الصهاينة الذين يُدافعون عنهم اليوم  "المتصهينين" الجدد أو بالوكالة ، الذين أخذوا على عاتقهم تنظيف الدماء التي مازالت عالقة في أيديهم و أظافرهم...
ومن المؤسف أيضا أن نرى زعماء دولا لا تربطها أي علاقة  لا بالعروبة ولا بالإسلام ، بل فكرهم أكثر قربا من الصهاينة ومع ذلك قراراتهم و تصرفاتهم أكثر توازنا من مواقف من ذوي القربي...
كمثال تصريح الأخير لوزيرة خارجية بلد غربي بأن بلادها لن تنقل سفارتها إلى القدس، رغم الضغوطات التي تتعرض لها...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
17.06.2018
           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق